صبايا نواعم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

للبنات والسيدات فقط
 
البوابة*البوابة*  الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  التسجيلالتسجيل  

 

 عيد الأم.. وتغريب التغريب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sesamy
الاداره
الاداره
sesamy


♂ ولــد / بنــــت ♀ انثى مُشآركاتيّ : 2395
دُعاآء اليومّ : اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغننى بفضلك عن من سواك
نقآطيّ : 9918
السٌّمعَة : 6
ُعُضويتيّ : 28/11/2008
الموقع : anty.banouta.net
الهوايه : الكتابه
♔ علمـ بلدي ♔ : امـ الدنيا
✿ مزاجِې النـﻬاردهـ ✿ : دلوعة

الاضافات
ساعة المنتدى: Digital Clock HI, THE TIME IS

عيد الأم.. وتغريب التغريب Empty
مُساهمةموضوع: عيد الأم.. وتغريب التغريب   عيد الأم.. وتغريب التغريب Icon_minitime1الخميس مارس 18, 2010 3:47 am

عيد الأم.. وتغريب التغريب



علي
بن مختار محفوظ





يقلد بعض المسلمين البلاد الغربية في تخصيص يوم في العام للاحتفال
بالأم، وأطلقوا عليه عيد الأم، ودعا بعض
الكتاب في مصر لذلك منذ ما يقرب من أربعين سنة؛ بسبب ما رأى من
إهمال الأبناء بآبائهم وأمهاتهم، فلما عارض بعض العلماء إقامة
عيد للأم في يوم محدد، وأوضحوا أن الإسلام أمر بالبر بالآباء والأمهات
دائما، وبينوا عناية الإسلام الفائقة بالوالدين خصوصا
وبالمسنين عموما، وأنه لا يجوز إقامة عيد خاص لم
يشرعه الإسلام، وليس للمسلمين سوى
عيدين، ولا داعي لتقليد الغربيين ؛
لأن حياتهم المادية غلبت العاطفية، وأهملوا الآباء، وتركوهم لقسوة الزمن،
أو لدور الرعاية، ودعا المصلحون هناك لإقامة مثل هذا العيد للإحسان للأم
والحث على
تذكرها والإحسان إليها مرة واحدة فقط في العام، وقد يأتي هذا اليوم ويكون
الابن
مشغولا، فلا يبر أمه أو يشفق عليها
مرة في العام.

أما المسلم مطالب بالبر بالوالدين والإحسان إليهما طوال السنة،
وعدم الاكتفاء بيوم واحد فقط، والمسلم مأمور بالإحسان للضعفاء والمسنين
عموما،
والبر بالجميع والإحسان والرحمة حتى بالحيوان الحي والمعد للذبح.

فالمجتمع الإسلامي
يملؤه الحب الصادق ويسوده الرحمة والمودة في العلاقات الأسرية إلى حد
كبير، وهذه العادات الغربية ظهرت
من الكتاب المنبهرين بتقليد الغربيين دون نقد أو تمحيص، ظهرت على فئة قليلة
من
المسلمين، ممن أصيب بحب التقليد، وخاصة لأولئك الذين تفوقوا
صناعيا، فإن حُمَّى التبعية للثقافة
الغربية سرعان ما تنتشر لا سيما في النساء قليلات الاطلاع، وذلك من علامات
الانهزامية، فيجدر بكل مسلمة متعلمة أو
مثقفة أن يكون لها شخصية متميزة وأن تعتز بدينها، وتفتخر بالانتساب
لحضارتها الإسلامية.

وبيانا لخطورة الاحتفال
بغير الأعياد الإسلامية: قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أقواما أو
فئاما من أمته سيتبعون أهل الكتاب في بعض
شعائرهم وعاداتهم، كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي
صلى
الله عليه وسلم قال: "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى
لو
دخلوا جحر ضب تبعتموهم"، قلنا: يا رسول الله: اليهود والنصارى، قال:
"فمن؟!"
أخرجه البخاري في الاعتصام بالكتاب والسنة، باب قول النبي صلى الله عليه
وسلم
لتتبعن سنن من كان قبلكم 8/151. ومسلم في العلم باب اتباع سنن اليهود
والنصارى
4/2054.

حدَّث أبو واقد - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه
وسلم - لما خرج إلى خيبر مرَّ بشجرة للمشركين يقال لها (ذات أنواط) يعلقون
عليها
أسلحتهم فقالوا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. فقال
النبي
- صلى الله عليه وسلم-:"سبحان الله، هذا كما قال قوم موسى: اجعل لنا إلها
كما
لهم آلهة، والذي نفسي بيده لتركبُنّ سَنَنَ من كان قبلكم" أخرجه الترمذي،
وقال حسن صحيح.

فحبُّ التقليد، وإن كان موجوداً في النفوس، إلا أنه ممقوت شرعا
إذا كان المقلِّد يخالفنا في اعتقاده وفكره، خاصة فيما يكون التقليد فيه
عَقَدِيّاً أو تعبُّديا أو يكون شعارا أو عادة، ولما ضعف المسلمون في هذا
الزمان؛
ازدادت تبعيتهم لأعدائهم، وراجت كثير من المظاهر الغريبة سواء كانت أنماطا
استهلاكية أو تصرفات سلوكية. ومن هذه المظاهر الاهتمام بعيد الأم.

ونجح هؤلاء
الكتاب في إحياء البدعة وتقليد الغرب وغيروا التسمية، فسموه يوم الأم،
وأطلق بعضهم يوم الوالدين أو يوم الأسرة، ثم تساهل الناس وسموه عيد الأم، وشجعهم
التجار على إقامة الاحتفال لترويج بضائعهم الكاسدة.

ونحن لا نقرهم على إقامة هذه البدع ونرشدهم إلى البر بالوالدين
والإحسان إليهما، ليس بالاحتفال مرة في العام، ثم يركن إلى ذلك، وينسى أمه
وأباه
طوال السنة، وهنا تكمن الخطورة في
تقليد الغربيين لهذه البدعة، حيث يشعر المسلم أنه أحسن لوالديه أو إلى أمه
في يوم الاحتفال المخصص وكفى ولا
يشعر بأي ذنب ولا يحس بتأنيب الضمير، ولا يشعر أنه ارتكب إثما أو وقع في
محرم.

ونتناول هذا
الموضوع من خلال هذه العناصر السبعة.

1ـ المراحل العمرية لكل إنسان:

فلقد مضت سنة الله في الإنسان أن
جعله يمر بمراحل متعددة في رحلته الدنيوية، فيبدأ وليداً ضعيفاً، ثمَّ
شاباً
قوياً، وأخيراً شيخاً ضعيفاً. قال تعالى: {الله الَّذي خَلَقَكُم مِن ضَعفٍ
ثمَّ
جَعَلَ مِن بَعد ضَعفٍ قُوَّةً ثمَّ جَعَلَ مِن بَعدِ قُوَّةٍ ضَعفاً
وَشَيبَةً
يَخلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ العَلِيمُ القَدِيرُ} [الروم 54] ولقد عنيت
الشريعة
برعاية هذا الإنسان منذ نعومة أظفاره وحتى مماته.

ولئن كانت هذه الرعاية تمتد طوال
حياة الإنسان فإن ما يهمنا هنا المرحلة الأخيرة منها، وهي مرحلة الشيخوخة.
فلقد
حرص الإسلام على هذه المرحلة وجعلها محطة تكريم وعناية خاصة وأوصى بأهلها
مزيد
رعاية واحترام وتوقير، وخصوصا الوالدين. ذلك أن صاحبها يتصف بالضعف وحاجته
إلى
الآخرين لخدمته والقيام بشؤونه الدنيوية، فهي مرحلة عصيبة، ولا عجب أن
الرسول صلى
الله عليه وسلم تعوَّذ منها فلقد روى أنس - رضي الله عنه - أن النبي صلى
الله عليه
وسلم كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم..."
وفي رواية أخرى (تعوَّذ صلى الله عليه وسلم من أن يُرد إلى أرذل العمر).

يصاحب مرحلة الكبر لدى الإنسان ضعف
عام، قال تعالى: {الله الَّذي خَلَقَكُم مِن ضَعفٍ ثمَّ جَعَلَ مِن بَعد
ضَعفٍ
قُوَّةً ثمَّ جَعَلَ مِن بَعدِ قُوَّةٍ ضَعفاً وَشَيبَةً يَخلُقُ مَا
يَشَاءُ
وَهُوَ العَلِيمُ القَدِيرُ} [الروم 54] فالإنسان يمر بثلاث مراحل رئيسة:
ضعف،
ثمَّ قوة، ثمَّ ضعف، ولكن هذا الضعف الأخير نسبي بين البشر عموماً
والمؤمنين
خصوصاً.

وعلى كل حال فغالب المسلمين لا يصلون
إلى هذه المرحلة التي تحدث فيها هذه التغيرات، وهذا التدهور الصحي،
والبدني،
والنفسي، ذلك أن أعمار المسلمين غالباً بين الستين إلى السبعين، قال رسول
الله صلى
الله عليه وسلم: "أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من يجوز
ذلك" رواه
الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، وهذا بشكل عام يشمل جميع المسلمين إلا أنه
يمكننا
القول أيضاً: أن المسلم المؤمن الحافظ لحدود الله، الحافظ للقرآن، لا تصيبه
المتغيرات التي تحدث للإنسان في مرحلة الشيخوخة وبخاصة التغيرات الجسمية
والعقلية
والنفسية، وإن حدثت فهي أقل ولا شك مما يصيب الآخرين، أو تتأخر فلا تحدث
إلا في
آخر أيامه. ومما يعضد هذا الرأي ما رواه ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه
قال: قلما
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعوا بهؤلاء الدعوات
لأصحابه:
"اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا
به
جنتك، ومن اليقين ما تُهون به علينا مصيبات الدنيا، ومتعنا بأسماعنا
وأبصارنا
وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا..." الحديث، رواه البخاري في الأدب
المفرد.

2- من خصائص المجتمع المسلم أنه مجتمع متراحم متماسك متوادّ:

قال تعالى: {مُحَمَّدٌ رَّسُولُ
اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ
بَينَهُم...}
الآية [الفتح: 29]، وقال تعالى واصفاً المؤمنين: {ثمَّ كَانَ مِنَ
الَّذِينَ
آمَنُوا وتَوَاصَوا بِالصَّبرِ وتَوَاصَوا بِالمَرحَمَةِ} [البلد: 17]،
ويصف
الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمنين بأنهم كالجسد الواحد، وذلك فيما رواه
النعمان
بن بشير - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ترى
المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى
له سائر
جسده بالسهر والحمى". وفي رواية عنه - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى
الله
عليه وسلم قال: "المسلمون كرجل واحد إن اشتكى عينه اشتكى كله، وإن اشتكى
رأسه
اشتكى كله" رواه مسلم، وعن أنس - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه
وسلم
قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، وذكر جرير بن عبدالله
- رضي الله عنه - قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا يرحم الله من لا يرحم
الناس"، كما أخرج الترمذي عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول
الله
صلى الله عليه وسلم قال: "الراحمون
يرحمهم الله، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، وأخرج الإمام أحمد
رحمه الله عن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه
وسلم
قال: "إن المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد يألم لأهل الإيمان
كما
يألم الجسد لما في الرأس". ولعظم قيمة التراحم عدّ رسول الله صلى الله عليه
وسلم الذي لا يرحم البشر عموماً من الخاسرين ففي الحديث: "خاب عبدٌ وخسر لم
يجعل الله تعالى في قلبه رحمة للبشر". كما دلنا صلى الله عليه وسلم على
طريقة
تكفل للمجتمع المسلم أن يكون مجتمعاً متحاباً فيما بينه، فيروي أبو هريرة -
رضي
الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده لا
تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا
تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا
السلام بينكم".

3- أن جزاء الإحسان في الإسلام
الإحسان:

قال الله تعالى: {هَل جَزَاءُ
الإِحسَانِ إِلاَّ الإِحسَانَ} [الرحمن: 60]، أي: هل جزاء من أحسن في عبادة
الخالق، ونفع عبيده، إلا أن يحسن خالقه إليه بالثواب الجزيل، والفوز الكبير
والنعيم والعيش السليم. قال محمد ابن علي (ابن الحنفية) - رحمه الله - في
تفسير
هذه الآية: هي مسجلة للبَّرِّ والفاجر، روى شداد بن أوس أن رسول الله صلى
الله
عليه وسلم قال: “إن الله كتب الإحسان على كل شيء..” الحديث. وعن أنس - رضي
الله
عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ما أكرم شابٌ شيخاً لسنِّه إلا
قيَّض الله
له من يُكرمه عند سنِّه"، فهذا الحديث يبيِّن أن إحسان الشاب للشيخ يكون
سبباً لأن يقيِّض الله للشاب من يكرمه عند كبره، ومن العلماء من قال: إن في
هذا
الحديث دليل على إطالة عمر الشاب الذي يكرم المسنِّين.

4- المجتمع المسلم مجتمع متعاطف متكاتف متعاون:

لقد حضَّ الإسلام وحرص على أن يجعل
المجتمع المسلم متآزراً متعاوناً يشد بعضه بعضاً، وذلك من خلال الحثَّ
المتواصل
لأفراده على خدمة بعضهم بعضاً، وتفريج كرب إخوانهم المسلمين، وإدخال السرور
على
أنفسهم، وكفّ ضيعتهم، ورتَّب على ذلك الأجر الجزيل، وعدَّه رسول الله صلى
الله
عليه وسلم من أفضل الأعمال، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله
صلى الله
عليه وسلم سُئل: أي العمل أفضل ؟ قال: "أفضل العمل أن تُدخل على أخيك
المؤمن
سروراً، أو تقضي عنه ديناً، أو تطعمه خبزاً". كما جعل عون الرجل لأخيه
المسلم
صدقة يتصدق بها عن نفسه في كل يوم، فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن
رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: "في ابن آدم ستون وثلاثمئة سلامى أو عظم أو مفصل،
على كل واحد في كل يوم صدقة، كل كلمة طيبة صدقة، وعون الرجل أخاه صدقة.."
الحديث.

ولقد وصف رسول الله صلى الله عليه
وسلم حال المؤمن مع أخيه المؤمن في
المجتمع بأبلغ عبارة وأدق وصف، وذلك فيما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه -
عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "المؤمن مرآة أخيه، والمؤمن أخو المؤمن
يكفّ عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه" وأخرج الإمام مسلم - رحمه الله - أن
رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحب
لنفسه"
متفق عليه.

ويتواصل الحثُّ من الرسول صلى الله
عليه وسلم لأفراد المجتمع المسلم بأن يتعاونوا ويكونوا في خدمة بعضهم
بعضاً،
والتعاون لقضاء بعضهم حوائج بعض، روى جابر - رضي الله عنه - حديثاً عن
الرسول صلى
الله عليه وسلم وفيه: "... ومن يكن في حاجة أخيه يكن الله في حاجته"،
ويا له من عون للإنسان عندما يكون الله في حاجته، ولكن ذلك لا يتحقق إلا
حينما
يكون المسلم في حاجة أخيه المحتاج لأي نوع من أنواع الحاجة.

ولقد وجَّه الرسول صلى الله عليه
وسلم أمته إلى نفع الناس وإدخال السرور على أنفسهم وكشف كربهم، وعدَّ مَن
يفعل ذلك
بأنه أحب الناس إلى الله، كما أخبر ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: "أحب الناس
إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على
مسلم،
أو يكشف عنه كربة.." الحديث.

5- توقير الكبير وذي الشيبة سمة من سمات المجتمع
المسلم:

يتصف المجتمع المسلم بصفات كريمة،
منها: توقير الكبير في السن، وقد تواتر حثُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
على
إكرام الكبير، وتوقيره، ومن ذلك ما أخرجه البخاري - رحمه الله - عن أبي
موسى - رضي
الله عنه - أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من إجلال الله
إكرام ذي الشيبة المسلم..."، كما أخرج الترمذي - رحمه الله - عن أنس - رضي
الله عنه - قال: جاء شيخ يريد النبي صلى الله عليه وسلم فأبطأ القوم عنه أن
يوسعوا
له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقِّر
كبيرنا"،
وذكر بعض العلماء أن مقتضى هذه الصيغة ـ وهي قول الشارع عليه الصلاة
والسلام "ليس
منا.." ـ التحريم، ومن العلماء من جعلها كبيرة (راجع الآداب الشرعية لا بن
مفلح الحنبلي).

وذكر ابن حجر - رحمه الله - في الفتح
حديثاً فيه توجيه إلهي كريم باحترام الأكابر وتقديرهم وهو قول الرسول صلى
الله
عليه وسلم: "أمرني جبريل أن أقدم الأكابر". كما أورد الهيثمي عن معاذ بن
جبل أن رسول الله قال: "إذا
أتاكم كبير قوم فأكرموه". وروى عبد الرزاق الصنعاني في المصنف عن طاووس عن
أبيه قال: (من السنة أن يوقّر
أربعة: العالم، وذو الشيبة، والسلطان، والوالد...)، وتأكيداً لذلك عقد
البخاري -
رحمه الله - ثلاثة أبواب في كتابه الأدب المفرد وهي: (باب فضل الكبير)
و(باب إجلال
الكبير) و (باب يبدأ الأكبر بالكلام والسؤال).

6ـ المسنُّ ذو الشيبة المسلم له منزلة ومكانة متميزة في
الإسلام:

وذلك بما ألبسه الله من ثياب الوقار
بشيبه، فلقد روى كعب بن مرة - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله صلى الله
عليه
وسلم يقول: "من شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة" الحديث
رواه الترمذي وصححه، وعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال رسول صلى الله
عليه
وسلم: "إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم..." الحديث رواه
البخاري في الأدب المفرد، كما روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده - رضي الله
عنه -
أنه قال: نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نتف الشيب، وقال: "هو نور
المؤمن"، وقال: "ما شاب رجل في الإسلام شيبة إلا رفعه الله بها درجة،
ومحيت عنه بها سيئة وكتبت له بها حسنة" رواه ابن ماجه وصححه الألباني. وفي
الموطأ عن سعيد بن المسيب - رحمه الله - أنه قال: "كان إبراهيم - عليه
السلام
- أول الناس ضيَّف الضيف، وأول الناس اختتن، وأول الناس قصَّ الشارب، وأول
الناس
رأى الشيب فقال: يارب ما هذا ؟ فقال الله تبارك وتعالى: وقار يا إبراهيم،
فقال:
يارب زدني وقاراً" راجع الموطأ.

وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: "ما من مُعمَّر يعمَّر في الإسلام أربعين سنة إلا صرف الله عنه ثلاثة
أنواع من البلايا، الجنون والجذام والبرص، فإذا بلغ خمسين سنة ليَّن الله
عليه
الحساب، فإذا بلغ ستين سنة رزقه الله الإنابة إليه بما يُحب، فإذا بلغ
سبعين سنة
أحبه الله وأحبه أهل السماء، فإذا بلغ الثمانين قبل الله حسناته وتجاوز عن
سيئاته،
فإذا بلغ تسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وسُمي أسير الله في
أرضه،
وشفَّع لأهل بيته" رواه أحمد.

7ـ رعاية الوالدين باعتبارها مظهرا
من مظاهر رعاية المسنِّين:

لقد أوصى الله بالوالدين خيراً، وأمر
ببرِّهما وجعل الإحسان إليهما قرين عبادته، قال تعالى: {وَقَضَى رَبُكَ
أَلاَّ
تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً.....} [الإسراء:
23]،
كما جعل شكره قريناً لشكر الوالدين، قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ
بِوَالدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَاُلُهُ فِي
عَامَيْنِ
أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14]، وفي
جعل الشكر
لهما مقترناً بالشكر لله دلالة على أن حقَّهما من أعظم الحقوق على الولد
وأكبرها
وأشدها (راجع فتح القدير للشوكاني). وعكس ذلك فقد جُعل الشرك قرين العقوق
لهما،
فلقد روى أنس - رضي الله عنه - أن الكبائر ذُكرت عند رسول الله صلى الله
عليه وسلم
فقال: "الشرك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين..." رواه البخاري.

ولقد نهى الله عز وجل عن نهرهما
بأدنى الكلمات، وهي: أف، ونقل السيوطي عن الديلمي أن الحسن بن علي - رضي
الله
عنهما - قال: "لو علم الله شيئاً من العقوق أدنى من أف لحرّمه" راجع
الدر المنثور. ولقد أتى بِرُّ الوالدين في المرتبة الثانية بعد الصلاة في
محبة
الله، لِما رواه ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: "سألت رسول الله صلى الله
عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها . قال: ثمَّ أي؟
قال:
ثمَّ بر الوالدين. قال: ثمَّ أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله" رواه البخاري.

والوالدان هما مفتاح الجنة للابن
فببرهما يدخل الجنة، وبخاصة من أدرك أبويه عند الكبر؛ لما أخرجه مسلم عن
أبي هريرة
- رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رغم أنفه، ثمَّ
رغم
أنفه، ثمَّ رغم أنفه. قيل مَنْ يارسول الله ؟ قال: من أدرك والديه عنده
الكبر
أحدهما أو كليهما ثمَّ لم يدخل الجنة" رواه مسلم

ولقد قدَّمَ الرسول صلى الله عليه
وسلم برهما على الجهاد في سبيل الله الذي هو ذروة سنام الإسلام، فعن
عبدالله بن
عمرو - رضي الله عنه - قال: جاء رجل
إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد فقال: "أحيّ والداك ؟ قال:
نعم. قال: ففيهما فجاهد" رواه مسلم.

ولقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم
أن بر الوالدين سبب لإطالة العمر وزيادة الرزق، أخرج أحمد في المسند عن أنس
- رضي
الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أحبَّ أن يُمد له في
عمره وأن يزاد له في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه" رواه أحمد 3/293. ومهما
بذل الإنسان من عمل فلن يجزي والده إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه ويعتقه كما
أخبر
بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم رواه مسلم.

ومن البر الإحسان إلى الأم: عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال: "جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
يا
رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من ؟ قال: ثم أمك،
قال: ثم
من ؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من ؟ قال: ثم أبوك". رواه البخاري (5626) ومسلم
(2548). قال الحافظ ابن حجر: قال ابن بطال: مقتضاه أن يكون للأم ثلاثة
أمثال ما
للأب من البر، قال: وكان ذلك لصعوبة الحمل ثم الوضع ثم الرضاع، فهذه تنفرد
بها
الأم وتشقى بها ثم تشارك الأب في التربية، وقد وقعت الإشارة إلى ذلك في
قوله تعالى:
{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى
وَهْنٍ
وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ}، فسوَّى بينهما في الوصاية، وخص الأم بالأمور الثلاثة،
قال القرطبي: المراد أن الأم تستحق على الولد
الحظ الأوفر من البر، وتقدَّم في ذلك
على حق الأب عند المزاحمة، وقال عياض: وذهب الجمهور إلى أن الأم تفضل في البر على
الأب، وقيل: يكون برهما سواء، ونقله بعضهم عن مالك. والصواب الأول. راجع
فتح
الباري (10 / 402).

ويؤكد ذلك ما ذكره ابن حجر: أن
سليمان بن بريدة روى عن أبيه - رضي الله عنه -: أن رجلاً كان في الطواف
حاملاً أمه
يطوف بها، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم: هل أديت حقها؟ قال: "ولا بزفرة
واحدة" راجع مختصر زوائد مسند البزار على الكتب الستة ومسند أحمد جزء 2، ص
83. وعند البخاري في الأدب المفرد ص 20 أن الذي أجاب السائل هو ابن عمر -
رضي الله
عنهما - وليس الرسول صلى الله عليه وسلم.

إن بر الوالدين لا يقتصر على الوالد
المسلم أو الأم المسلمة، بل الابن مطالب ببرهما
حتى وإن كانا كافرين، وليس هذا
فحسب، بل وإن جاهداه ليشرك بالله فعليه واجب برهما من غير طاعة لهما في
الشرك. روى
الإمام مسلم في صحيحه عن مصعب بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص: أنه نزل فيه
آيات
من القرآن قال: حلفت أم سعد أن لا تكلمه أبداً حتى يكفر بدينه، ولا تأكل
ولا تشرب،
قالت: زعمت أن الله وصاك بوالديك وأنا أمك وأنا آمرك بهذا، قال: فمكثت
ثلاثاً حتى
غشي عليها من الجهد، فقام ابن لها يقال له عمارة، فسقاها، فجعلت تدعو على
سعد،
فأنزل الله عز وجل هذه الآية:
{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ
لِتُشْرِكَ بِي
مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا..} وفيها: {وَصَاحِبْهُمَا
فِي
الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}.. رواه مسلم.

وهذه أسماء بنت أبي بكر - رضي الله
عنهما - تقدم عليها أمها (قتيلة بنت عبدالعُزَّى) وهي كافرة، فتستفتي رسول
الله
صلى الله عليه وسلم قائلة له: "إن
أمي قدمت وهي راغبة ـ وفي رواية: "وهي راغمة" - أي: ساخطة وكارهة
للإسلام – أفأصل أمي؟ قال: نعم. صلي أمك" رواه البخاري وغيره ونزل قوله
تعالى:
{لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِيَن لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدّيِنِ..}
الآية
[الممتحنة: 8].

ولا يمنع كُفر الوالدين برَّ الأبناء
بهما، ولا حتى نفاق الوالدين وهو أشد من الكفر، ففي الحديث الذي رواه أبو
هريرة -
رضي الله عنه -: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ على عبدالله بن أبي
سلول وهو
في ظل، فقال: غبَّر علينا ابن أبي كبشة. فقال ابنه عبدالله بن عبدالله:
والذي
أكرمك وأنزل عليك الكتاب لئن شئت لآتينك برأسه. فقال رسول الله صلى الله
عليه
وسلم: "لا. ولكن برّ أباك وأحسن صحبته" الأوسط للطبراني 1/177

ويستمر البرُّ بالوالدين الكافرين
حتى بعد مماتهما فعن علي - رضي الله عنه - أنه أتى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال:
إن أبا طالب مات. فقال له صلى الله عليه وسلم: "(اذهب فواره". فقال: إنه
مات مشركاً، فقال: "اذهب فواره..." وفي الحديث أن عليّا - رضي الله عنه
- عاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما واراه، فدعا له الرسول صلى
الله
عليه وسلم. رواه أحمد وصححه الألباني، وأخذاً من هذا الحديث فإنه يشرع
للمسلم أن
يتولى دفن قريبه المشرك، وأن ذلك لا ينافي بغضه إياه لشركه، ودفن الولد
أبيه
المشرك أو أمه المشركة هو آخر ما يملكه الولد من حسن صحبة الوالد المشرك في
الدنيا
(راجع السلسلة الصحيحة للألباني).

والأمر ببرِّ الوالدين ليس مختصاً
بهذه الأمة الإسلامية، بل هو مما كُتب على السابقين وما ذلك إلا لأهميته
ووجوبه،
قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ
إِلاَّ
اللهَ وبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً...} الآية [البقرة: 83].

ولقد دلَّس الشيطان على بعض الأبناء وأوحى إليهم أن الرعاية
التي تقدمها الدولة أو الجمعيات الخيرية من خلال دور رعاية المسنِّين أفضل
وأشمل
من الرعاية التي يقدمها الأبناء، وبخاصة إذا كان الابن فقيراً، ومن هنا
يسوغ له أن
يودعهما الدار أو أحدهما براً بهما وخدمة لهما حسب ظنه....، ولقد صدرت
الفتاوى
بعدم جواز التخلِّي عن الوالدين أو أحدهما بحجة أن الخدمة التي تقدمها
الدولة لهم
من خلال دور رعاية المسنِّين أفضل وأشمل من الخدمة والرعاية التي قد يقدمها
لهما
الأبناء في المنزل بسبب فقر الأبناء، لأن ولاية الدولة ولاية عامة، وولاية
الولد
ولاية خاصة، وهذه الولاية الخاصة أوجب وألزم من الولاية العامة (راجع مجلة
البحوث
الفقهية المعاصرة محرم 1412هـ العدد1).

أسئلة وأجوبة عن حكم الاحتفال بعيد الأم:

سؤال ورد إلى إسلام أون لاين:

في مثل هذه الأيام من كل عام يكثر
النقاش حول شرعية الاحتفال بيوم الأم أو عيد الأم كما يسميه البعض،
فهناك من يرى
أن الاحتفال بهذا اليوم لا حرج فيه، والبعض يقول إنه بدعة فالإسلام لا يعرف
إلا
عيدين. فنرجو أن توضحوا لنا الحكم الشرعي في هذه المسألة؟

يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف
القرضاوي:

عندما اخترع الغرب عيد الأم
قلدناهم
في ذلك تقليدًاً أعمى، ولم نفكر في الأسباب التي جعلت الغرب يبتكر عيد الأم،
فالمفكرون الأوربيون وجدوا الأبناء ينسون أمهاتهم، ولا يؤدون الرعاية
الكاملة لهن،
فأرادوا أن يجعلوا يوماً في السنة، ليذكروا الأبناء بأمهاتهم، ولكن عندنا عيد للأم
في كل لحظة من لحظاتها في بيتها، فالإنسان منا ساعة خروجه من البيت يقبل يد
أمه،
ويطلب دعواتها يزورها بالهدايا دائماً، إذن ليس هناك ضرورة لهذا العيد
عندنا،
ولكننا أخذنا ذلك على أنه منقبة من مناقب الغرب، في حين أنه مثلبة، في
أوربا يترك
الولد أمه تعيش في ملجأ وأبوه يعيش في مكان لا يدرى عنه شيئاً، وليس في
حياتنا مثل
ذلك.

فالإسلام أعطانا تكاتفاً وعلى قدر
حاجة الأبوين رتب الإسلام الحقوق (أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك)‏ لأن أباك
رجل
حتى لو تعرض للسؤال فلا حرج، وإنما الأم لا.
وعندما نستعرض القضية القرآنية في هذا
الخصوص {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا}‏ نجد القرآن يوصى بالوالدين، ولكن
إذا
نظرت للآية القرآنية تجد أن الحيثيات في الآية للأم كلها، وفى البداية أتى
بحيثية
مشتركة، ثم قال: {حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا}‏
الأحقاف
‏15، فلماذا؟ لأن علاقة الأم مع الإنسان قبل أن
يعقل، وهذه نقطة يجب أن ننتبه
إليها، الإنسان لم ير أمه وهى تحمله في بطنها، لم ير أمه وهى تتعب في
تربيته وهو
صغير، ولكنه رأى أن أباه هو الذي يرعى الأسرة، إذا طلب شيئاً فأمه تقول
له:‏
أبوك.‏ إذن الأمور منسوبة إلى الأب كلها، فأراد اللّه أن يؤكد على الأم في
الحيثيات ليؤكد مكانتها في الإسلام.

ويقول الدكتور "عبد الفتاح
عاشور" من علماء الأزهر:

الاحتفال بأيام فيها تكريم للناس، أو
إحياء ذكرى طيبة لم يقل أحد بأن هذا احتفال ديني، أو عيد
من أعياد المسلمين، ولكنه
فرصة لإبداء المشاعر الطيبة نحو من أسدوا لنا معروفًا، ومن ذلك ما يعرف
بالاحتفال
بيوم الأم، أو بعيد الأم، فإن الأم لها منزلة
خاصة في دين الله، بل في كل دين،
ولذلك يجب أن تكرم وأن تحترم وأن يحتفل بها.

فلو اخترنا يوما من أيام السنة يظهر
الأبناء مشاعرهم الطيبة نحو أمهم وآبائهم لما كان في ذلك مانع شرعي، وليس
في هذا
تقليد للغرب أو للشرق، فنحن نحتفل بهذا اليوم بما لا يخالف شرع الله، بل
بالعكس
نحن ننفذ ما أمر الله به من بر الوالدين والأم على وجه خاص، فليس في هذا
مشابهة
ولا تقليد لأحد.

ويقول الشيخ فيصل مولوي (نائب رئيس
المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء):

تكريم الأم مطلوب على مدار السنة
كلّها. واحترامها وطلب مرضاتها وخدمتها وسائر أعمال البرّ مطلوب طلباً
مؤكداً في
كتاب الله وفي سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما أصبح مشهوراً على
ألسنة
جميع الناس.

إلا أن الغربيين اعتادوا على تحديد
أحد أيام السنة واعتبروه عيداً للأم، يقوم أولادها فيه بتقديم الهدايا لها
وتكريمها. والمسلمون ليس عندهم عيد من الناحية
الشرعية إلا عيد الفطر وعيد الأضحى،
وما سوى ذلك من مناسبات تحدث فهي لا تتجاوز أن تكون مناسبة أو أن تسمّى
مثلاً يوم
الأمّ أو ذكرى يوم معيّن. فإذا اعتبرنا ما يسمّيه الغربيون عيداً للأمّ
يوماً
لتكريمها تكريماً إضافياً فليس هناك مانع شرعي في هذا الأمر.

والحرج الشرعي يكون في اعتبار هذا
اليوم عيداً بالمعنى الشرعي. ويكون كذلك في حصر تكريم الأم
بهذا اليوم. فإذا انتفى
هذان الأمران فلا حرج من تكريم الأمّ في يوم الأمّ، إلا عند الذين يعتبرون
ذلك من
قبيل تقليد غير المسلمين والتشبّه بهم.

ونحن نعتقد أن تقليد غير المسلمين
والتشبّه بهم لا يجوز فيما يكون من خصوصياتهم ولا أصل له في شرعنا. أمّا
تكريم
الأمّ فله أصل شرعي معروف؛ وبالتالي فإن هذا الأمر لا يعتبر من التشبّه
الذي
نُهينا عنه. والله أعلم.

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على
رسوله وآله وصحبه.. وبعد:

أولا: العيد اسم لما يعود من
الاجتماع على وجه معتاد إما بعود السنة أو الشهر أو الأسبوع أو نحو ذلك
فالعيد
يجمع أمورا منها: يوم عائد كيوم عيد الفطر ويوم
الجمعة، ومنها: الاجتماع في ذلك
اليوم، ومنها: الأعمال التي يقام بها في ذلك اليوم من عبادات وعادات.

ثانيا: ما كان من ذلك مقصودا به
التنسك والتقرب أو التعظيم كسبا للأجر، أو كان فيه تشبه بأهل الجاهلية أو
نحوهم من
طوائف الكفار فهو بدعة محدثة ممنوعة داخلة في عموم قول النبي صلى الله عليه
وسلم
"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" رواه البخاري ومسلم، مثال ذلك
الاحتفال بعيد المولد وعيد الأم والعيد الوطني؛
لما في الأول من إحداث عبادة لم
يأذن بها الله، ولما في من ذلك التشبه بالنصارى ونحوهم من الكفرة، ولما في
الثاني
والثالث من التشبه بالكفار، وما كان المقصود منه تنظيم الأعمال مثلا لمصلحة
الأمة
وضبط أمورها كأسبوع المرور وتنظيم مواعيد الدراسة والاجتماع بالموظفين
للعمل ونحو
ذلك مما لا يفضي إلى التقرب به والعبادة والتعظيم بالأصالة، فهو من البدع
العادية
التي لا يشملها قوله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه
فهو رد" فلا حرج فيه بل يكون مشروعاً. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا
محمد وآله وصحبه وسلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://anty.banouta.net
 
عيد الأم.. وتغريب التغريب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مع الأم.. كل يوم!!
» بر الوالدين أم عيد الأم
» ماذا تفعل الأم عندما تفاجأ بأن أحد أطفالها لايصوم رمضان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صبايا نواعم :: بحور الحياه الخاصه والشخصيه للنواعم .. Private and personal life :: سوبر مامى ( للامومة والطفولة )-
انتقل الى: