لا يزال دعاة الباطل يبثون سمومهم القاتلة على الأمة الإسلامية ، ولا زالوا يمارسون غزوهم الفكري ومخططاتهم الماكرة على الشعوب الإسلامية فيجدون مع ذلك وللأسف من يصفق لهم ويركض وراءهم بلا تفكير أو تروي ، بل نجد من يقدم لهم الدعم المادي والمعنوي في سبيل طمس معالم الفضيلة والدعوة للرذيلة .
ها هم أعداء الله يجرون ما يسمى بـ (مسابقة ملكات الجمال ) فإذا بالنساء المخدوعات يتهافتن على ذلك الإغراء حتى تنال إحداهن لقب : ( ملكة جمال ) فتسطع أخبارها عبر وكالات الأنباء .
ومن أجل أن تحظى المرأة بلقب : ( ملكة جمال ) لا يهمها أن يُقاس كل عضو من أعضائها أمام حشد هائل من الناس .
كل هذا غير مهم ، المهم أن تنال لقب : ( ملكة جمال ) مهما كلفها الأمر .
وُتساهم وسائل الإعلام وعلى رأسها القنوات الساقطة والمجلات الهابطة وبعض مواقع الإنترنت القذرة مساهمة فعالة في تتبع أخبار ملكات الجمال حتى تحذو حذوها باقي بنات جنسها فيتخذنها قدوة .
عندما تسمع بخبر إحدى ملكات الجمال وهي ُتنشر عبر أرقى وسائل الإعلام يُخيَّل إليك أن جذوراً غير إسلامية امتزجت مع نسب تلك المرأة ، أو أنها عاشت في بلاد لا تسمع فيها : ( لا إله إلا الله ) ولا : ( حي على الصلاة ) فإذا بك تُطأطئ رأسك خجلاً حينما تكتشف الحقيقة المرة بأن من ُقلدت الوسام هي مسلمة أباً عن جد .
حقاً لقد وُءدت الفضيلة ، وضاع الحياء ، وتهشمت معاني الغيرة في نفوس بعض الرجال حتى أصبح الواحد منهم يرضى لأخته ، أو زوجته ، أو ابنته أن تشارك في هذه السخافة التي سُفك فيها ثوب الحياء ، وبيعت معاني الطهر والحشمة على باب الإنحلال الأخلاقي .
إن مسابقة ملكات الجمال ما هي إلا لعبة شيطانية ، وبدعة من بدع الحضارة الغربية التي تسربت إلينا الهدف منها اتخاذ المرأة سلعة رخيصة الثمن في يد الرجل يلهو بها كالدمية ويتلذذ بمفاتنها متى شاء تحت مسمى : ( مسابقة ملكات الجمال ) .
لا أدري بالضبط متى سنفوق من غفلتنا ، ونصحو من سكرتنا !! .
ألهذا الحد ترضى المرأة أن ترمي بنفسها لشبكة الصياد ، بل وتقدم الطُعم بيدها له !! .
حينما يجول بي فكري وأقارن بين الشبكتين : ( شبكة صيد السمك ، وشبكة صيد المرأة ) أرى بثاقب نظري أن السمكة مع أنها لاتعقل سوف تهرب من الشبكة بكل وسيلة وحتى لو وقعت فريسة في يد الصياد ستحاول مرة أخرى أن تهرب ، وقد تنجح وتفلت من شبكة الصياد فتعود لأعماق البحار مرة أخرى .
أما المرأة التي حباها الله العقل فبمجرد أن ترى الشبكة تهرول مسرعة نحوها ، بل وتستعرض شحناتها الإغوائية حتى تزداد إلتصاقاً بالشبكة ليرضى عنها الذئب البشري ، ومن ثم يقلدها وسام الفوز بلقب (ملكة جمال ) .
هنيئاً لك ثم هنيئاً لك أيتها المرأة بيع جسدك ، وامتهان كرامتك مقابل الفوز بلقب : ( ملكة جمال ) !!!.
هنيئاً لك توديع ما تبقى من دينك ، وتلطيخ سمعة هذا الدين الذي تنتمين له اسماً بلا فعل !! .
هنيئاً لنا نحن بني الإسلام بإمرأة مثلك استطاعت أن تعيد لأمتنا مجدها الضائع !! .
لقد نسيتْ أو تناستْ المرأة كيف كان وضعها قبل الإسلام ... تدفن وهي حية ، وتلقى أقسى ألوان الهوان والإضطهاد ، ولما أشرقت شمس الإسلام تعالت مكانتها وارتفع شأنها فتحررت من ذل العبودية البشرية وقهر الأغلال إلى الكرامة الإنسانية .
ما بالها اليوم تخلع رداء الحياء بعد أن كساها الإسلام أجمل الحلل ! .
ما بالها تلهث وراء الأبواق الناعقة وتصم أذنيها عمن يريد لها العزة والكرامة ! .
وهكذا دواليك لا ولن تقف عجلة التخطيط التي يديرها أعداء الله ويمكرون من خلالها بالليل والنهار أملاً في المزيد من الإنحدار بأمتنا الإسلامية نحو الهاوية وجرياً وراء لوثة الغرب التي فاح نتنها .
ويبقى السؤال الذي لابد منه .....
هل يا ترى أعددنا جسوراً قوية ، وحصوناً منيعة لسد هجمات هؤلاء الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ؟!! .
هذا هو المأمول ،،،