sesamy الاداره
مُشآركاتيّ : 2395 دُعاآء اليومّ : اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغننى بفضلك عن من سواك نقآطيّ : 10165 السٌّمعَة : 6 ُعُضويتيّ : 28/11/2008 الموقع : anty.banouta.net الهوايه : ♔ علمـ بلدي ♔ : ✿ مزاجِې النـﻬاردهـ ✿ :
الاضافات ساعة المنتدى: Digital Clock HI, THE TIME IS
| موضوع: ما معنى مراء وما الفرق بين المراء والجدال ,, تفسير حديث السبت يناير 09, 2010 9:10 pm | |
| السؤال :
وما هو الفرق بين المراء والجدال ؟
وكيف نعرف بأن الشخص يماري أو يجادل ؟
المجيب د . أحمد بن عبدالرحمن الرشيد عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ،
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
روى أبو داود عن أبي أمامة - رضي الله عنه -
أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال
" أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة
لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسَّن خُلُقَه "
رواه أبو داود، في كتاب : الأدب، باب:في حسن الخلق ، رقم الحديث: ( 4800 ) .
هذا الحديث من جوامع الكلم الذي أوتيه النبي -صلى الله عليه وسلم -،
وقد اشتمل هذا الحديث – على إيجازه واختصاره -
على أصول الأدب ، وجوامع حسن الخلق ،
وكيفية التعامل مع الناس ، وقرن فيه
النبي صلى الله عليه وسلم الجزاء والأجر لمن عمل بما جاء فيه ، حيث تكفّل نبينا - صلى الله عليه وسلم -
في هذا الحديث بثلاثة بيوت في الجنة :
البيت الأول : في ربض الجنة ،
أي : أسفل الجنة ، لمن ترك المراء وإن كان على حق .
البيت الثاني : في وسط الجنة ، لمن ترك الكذب
في كل موضع لا يجوز فيه ، وإن كان مازحاً ، وهذا الأمر مما يخالف فيه كثيرٌ من الناس حيث يسمحون لأنفسهم بالكذب، ويعللون ذلك بأنهم مازحون .
البيت الثالث : في أعلى الجنة ، لمن حسَّن
خُلُقَه ، أي سعى في تحسين أخلاقه ، وابتعد عن كل ما يدنسها ويفسدها ، وترك
جميع ما يخالف فطرة الله التي فطر الناس عليها .
ومكان الشاهد في هذا الحديث ما يتعلق بالمراء ، فقد رغّب النبي - صلى الله
عليه وسلم - في تركه ورتب على ذلك الأجر العظيم ، كما نهى عنه النبي -
صلى الله عليه وسلم - في أحاديث أخرى ، ومنها :
ما رواه أحمد( 8630 ) من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -
أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال :" لا يؤمن العبد الإيمان كله
حتى يترك الكذب في المزاح ، ويترك المراء وإن كان صادقا ". وما رواه الترمذي( 1995 ) عن ابن عباس - رضي الله عنهما -
أنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" لا تمار أخاك ".
وفي هذه الأحاديث ونحوها يحذر النبي صلى الله عليه وسلم من جميع الأمور
التي لا تناسب المسلم ولا يصلح أن تكون من أخلاقه ، ومن تلك الأخلاق غير المرضية :
المراء، والمقصود به في اللغة : استخراج غضب المجادل ،
من قولهم : مريت الشاة ، إذا استخرجت لبنها ، وحقيقة المراء المنهي عنه : طعن
الإنسان في كلام غيره ؛ لإظهار خلله واضطرابه ، لغير غرض سوى تحقير قائله
وإظهار مزيته عليه . وإن كان المماري على حق ، فإنه لا يجوز له أن يسلك هذا
السبيل ؛ لأنه لا يقصد من ورائه إلا تحقير غيره والانتصار عليه .
أما الجدال فهو من الجدل ، والجدل في اللغة
: اللدد في الخصومة والقدرة عليها ، وحقيقة الجدل في الاصطلاح الشرعي : فتل
الخصم ورده بالكلام عن قصده الباطل . وهو مأمور به على وجه الإنصاف وإظهار الحق
وقد تكلم العلماء عن الجدل والمجادلة كثيراً ،
وألفوا فيها المؤلفات ، وبينوا أهدافها ومقاصدها ، ورسموا آدابها وأخلاقها ،
ومن ذلك ما قاله ابن الجوزي في كتابه الإيضاح : أول ما تجب البداءة به :
( حسن القصد في إظهار الحق طلبا لما عند الله تعالى ، فإن آنس من نفسه الحيد
عن الغرض الصحيح فليكفّها بجهده ، فإن ملكها ، وإلا فليترك المناظرة في ذلك
المجلس ، وليتق السباب والمنافرة فإنهما يضعان القدر ، ويكسبان الوزر ، وإن
زل خصمه فليوقفه على زلـله ، غير مخجل له بالتشنيع عليه ، فإن أصر أمسك ،
إلا أن يكون ذلك الزلل مما يحاذر استقراره عند السامعين ، فينبههم على
الصواب فيه بألطف الوجوه جمعا بين المصلحتين ) أ . هـ .
وهذا النوع من المجادلة مأمور به ، ومن الأدلة عليه قوله
تعالى :" وجادلهم بالتي هي أحسن " [النحل: 125] ، وقوله : " ولا تجادلوا أهل
الكتاب إلا بالتي هي أحسن "[العنكبوت: 46] ، وقوله :" قل هاتوا برهانكم إن
كنتم صادقين" [البقرة: 111] ، وقد فعله الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، كابن
عباس – رضي الله عنهما - لما جادل الخوارج والحرورية ، ورجع منهم خلق كثير ،
وفعله السلف أيضا كعمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه ، فإنه جادل
الخوارج أيضاً .
وأما الجدال الذي يكون على وجه الغلبة والخصومة والانتصار للنفس ونحو ذلك
فهو منهي عنه ، وعليه تحمل الأدلة التي تنهى عن الجدال ، كقوله - صلى الله
عليه وسلم – الذي رواه أحمد والترمذي وابن ماجة :" ما ضل قوم بعد هدى كانوا
عليه إلا أُوتوا الجدل "، ثم تلا قوله تعالى "ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هم
قوم خصمون" أخرجه الترمذي ( 3253 ) ،
وابن ماجة ( 48 ) من حديث أبي أمامة – رضي الله عنه -.
وهذا النوع من الجدال هو الجدال بالباطل فيكون كالمراء ، وكلاهما محرم وبهذا
يتضح الفرق بين المراء والجدال ، وأن المراء منهي عنه ومذموم على كل حال ؛
لأنه لا يقصد منه تبيين الحق ، وإنما يقصد به الانتصار على الآخرين
وتحقيرهم وإذلالهم .
أما الجدال فله حالتان :
الأولى : الجدال المحمود ، وهو الذي يكون لتبيين الحق وإظهاره ،
ودحض الباطل وإسقاطه ، وهو الذي أمرت به الأدلة الشرعية ، وفعله العلماء قديماً وحديثاً .
الثانية : الجدال المذموم ، وهو الذي يقصد به الغلبة والانتصار للنفس ونحو ذلك وهو الذي تحمل عليه الأدلة الشرعية الناهية عن الجدال ،
ويكون الجدال هنا كالمراء ، وكلاهما محرم . ويمكن للإنسان أن يعرف أن الشخص يماري أو يجادل من خلال طريقته في الكلام ،
وموقفه مما يُعرض عليه من الأدلة والحجج .
أما الذي يماري فتجده يصر على رأيه من غير دليل ،
ولا يقبل من الأدلة إلا ما يوافق رأيه ، ولذا فإنه يتكلف في رد الأدلة
وتأويلها وصرفها عن دلالاتها ونحو ذلك مما يدل على أنه لا يريد الحق ،
وإنما يقصد الانتصار لنفسه وتحقير غيره .
والله الموفق ، وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
المصدر
| |
|