أجرت كريستيان أمانبور، مراسلة شبكة "إيه بى سى" الأمريكية، حواراً مع الرئيس مبارك من القصر الرئاسى اليوم، الخميس، وقالت: "عند مغادرتى للقصر الرئاسى بالقاهرة بعد لقاء دام ثلاثين دقيقة مع الرئيس مبارك، ذكر لى أنه قلق مما يجرى من أحداث العنف التى يشهدها ميدان التحرير خلال الأيام القليلة الماضية، ولكن حكومته لم تكن المسئولة عن هذا العنف، بل ألقى اللوم على جماعة الإخوان المسلمين، أحد الأحزاب المحظورة هنا فى مصر".
وأضافت أن الرئيس مبارك ذكر أن الممل أصابه من كونه رئيساً ويرغب فى مغادرة مكتبه الآن، ولكنه لا يستطيع خوفاً من أن تغرق البلاد فى الفوضى.
ووجهت له سؤالا عن العنف الذى يشنه أنصاره على متظاهرين ضد النظام فى ميدان التحرير، فرد قائلا: "أنا غير سعيد عما حدث بالأمس، ولا أحب أن أرى المصريين يقاتلون بعضهم البعض".
وذكر الرئيس فى سؤال وجه إليه عما كان يفكر فيه حينما يرى الشعب موجها الإساءة إليه وينتظر رحيله قائلا: "لا أعير اهتماماً بما يقوله الناس عنى، ولكن فى الوقت الحالى أولى اهتماماً بشأن بلدى، فإن مصر كل ما يهمنى".
وذكر مبارك أنه شعر بارتياح، رداً على سؤال عن كيف كان شعوره بعد إلقاء كلمته مساء أمس الاثنين.
وأشارت إلى أن مبارك الآن يظل فى القصر الرئاسى مع عائلته وحوله حراسة مسلحة مكثفة من الدبابات والأسلاك الشائكة، وكان ابنه جمال مشاركنا أثناء الحوار الذى كان معتقداً عنه بشكل كبير بأنه سيخلفه فى الرئاسة، وصرح مبارك بأنه لم يكن لديه النية أن يخلفه ابنه فى الرئاسة.
وتعهد الرئيس مبارك بولائه لمصر، مضيفا أنه يستحيل أن يهرب وسوف يموت فى هذه الأرض، ودافع أيضا عن إرثه فى سرد الكثير من السنوات التى أمضاها فى خدمة بلده.
وفى القوت الذى وصف فيه الرئيس أوباما بالرجل العظيم، اضطرب عندما وجهت إليه سؤالاً عن شعوره بأن الولايات المتحدة قد خانته. وفى سؤال وجه إليه عند دعوات الولايات المتحدة غير المباشرة بالتنحى عاجلاً وليس وليس آجلاً رد قائلا: "أنا قلت للرئيس أوباما أنت لا تعلم ثقافة الشعب المصرى، ولا تدرك ما الذى قد يحدث إذا تنحيت الآن".
وأخيرا سألته كيف كان شعوره بنفسه؟ قال: "أشعر بالقوة ولن أهرب أبداً وسأموت على أرض مصر".
مستطردا بقوله: "لم أنوى الترشيح مرة أخرى، ولم أنوى أن يترشح جمال للرئاسة بعدى".
من ناحية أخرى، دعت مسودة قرار بمجلس الشيوخ الأمريكى اليوم، الخميس، الرئيس حسنى مبارك إلى نقل السلطة إلى حكومة مؤقتة لتصريف الأعمال تضم جميع الأطياف.
ولا يتضمن مشروع القرار الذى يرعاه السناتور الجمهورى جون ماكين والسناتور الديمقراطى جون كيرى دعوة محددة إلى مبارك للاستقالة.
ويدعو القرار مبارك إلى البدء سريعاً فى "انتقال سلمى وسلس إلى نظام سياسى ديمقراطى".
ويجب أن يشمل ذلك "نقل السلطة إلى حكومة مؤقتة تضم جميع الأطياف بالتنسيق مع زعماء من المعارضة المصرية والمجتمع المدنى والجيش" لتنفيذ الإصلاحات اللازمة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة هذا العام.
وعلى صعيد آخر، قالت وزارة الخارجية الأمريكية: إن مصر يمكن أن تشهد احتجاجات أكبر ومواجهة حقيقية يوم الجمعة، فى حين يضغط دبلوماسيون أمريكيون على الحكومة المصرية للمساعدة فى وقف موجة من العنف ضد الصحفيين.
وقال بى. جى كراولى، المتحدث باسم وزارة الخارجية: "لا أعتقد أن هذه الأحداث عشوائية". وأضاف: إن المسئولين الأمريكيين تحدثوا إلى نظرائهم المصريين فى القاهرة وواشنطن بشأن الهجمات على الصحفيين.